تتوزع انظار السوريين اليوم بين ملاعب العاصمة دمشق لمتابعة المرحلة النهائية للدوري السوري للمحترفين والتي ستحدد بطل الدوري ، وأصحاب المراكز الثاني والثالث ، بعد أن انحصر اللقب بين لاعبي الجيش والوحدة ، بينما لا زال التنافس على أشده بين الاتحاد والكرامة على المركز الثالث .
درع الدوري هذا الموسم لن يدخل ملعب المحافظة أو الفيحاء إلا من اقتراب الصافرة النهائية للحكم ، وربما سيبقى حبيس صندوق السيارة ، إلى موعد لاحق إن احتكم الفريقان الدمشقيان لمباراة فاصلة.
الزعيم لقبه بيده في ملعب المحافظة
لقب الجيش يكون بين يدي لاعبيه ، فهم سيحددون مصيرهم هذا الموسم ، فإن فازوا على الكرامة ، استحوذوا على اللقب الرابع عشر ، وابتعدوا كثيراً عن بقية فرق الدوري ، وإن تعادلوا ، فسيخلون أنفسهم في متهات المباراة الفاصلة ، والحالة النفسية لهم .
أما الخسارة فهي خسارة لتعب موسم كامل وضياع لفرصة كانت أمامهم و المباراة لن تكون سهلة بالتأكيد على الفريقين ، فالكرامة يسعى هو الآخر لأن يبقى في حسابات المنافسة على المركز الثالث ، وبطاقة المشاركة الخارجية ، وفوزه وحده سيبقيه على لائحة الانتظار .
الجيش في كل الأحوال هو الأقرب لحسم اللقاء ، ولا أعتقد أن سيناريو الإياب سيتكرر ، لان الحالة مختلفة والدافع سيكون كبيراً جداً للزعيم .
ولقب آخر في الفيحاء
الوحدة سيخوض مباراتين في الوقت نفسه ، فبينما سيكون لاعبوه مشغولون بأرض الملعب أمام الشرطة ، سيكون ظلهم وخيالهم يسرح في كفر سوسة ، يدافع مع الكرامة ، ويسدد مع مهاجميه ، ويذود عن مرماه رفقة النعسان .
حسابات الوحدة معقدة ، وعليه الفوز في المباراة اولاً ، ومن ثم انتظار بقية النتائج .
برتقالة العاصمة أدخلت نفسها في النفق الضيق في مباراة المحافظة ، والخروج من هذا النفق سيكلفها الكثير ، وربما كان الثمن ، لقب الدوري .
الدوري السوري لا رابط له ، ولا ضامن ، وأي فريق مهما علا شانه يسقط في لحظة انهيار واحدة ، ولذلك فإن الوحدة سيلعب على هذه الجزئية ، حتى لو كانت بعيدة جداً بينما لن يجد الشرطة شيئاً يخسره في المباراة ، ولذلك فإنه سيدخل بكل أريحية لاعباً بأعصاب خصمه ، وهادئاً بعد أن ابتعد عن حسابات المراكز والمنافسة .
الاتحاد للاحتفال
فريق الاتحاد يدرك جيداً أن المركز الثالث لا يشكل غاية طموحه ، ولكنه يعتبره محطة هامة فري طريق العودة إلى ساحة المنافسة ، بعد ان كان يصارع في السابق للهروب من ذيل الترتيب .
مباراته مع المحافظة تعني له الكثير ، ومدربه ولاعبوه دخلوا في المنطقة الآمنة لحظة فوزهم على الكرامة ، وأي فريق سيلعب أمامهم من اليوم فصاعداً لن يكون آمناً حتى يخرج من الملعب ، لان الاتحاد اعتاد ضرب خصمه في الثواني الأخيرة من عمر المباراة .
المباراة ستكون مفتوحة للاتحاد ، وفرصة للمحافظة لتقديم وجبة دسمة في الملعب ، والمركز الثالث أهميته بالنسبة للاتحاد كبيرة ، لانها تعني عودته للمنافسة الخارجية ، وتعيد ربط اسمه باللقب الأغلى بطل كأس الاتحاد الآسيوي .
بقلم : عبد الله مروح – دمشق